مبدأ بسكويت الحظ

 

محيدب سارة

مبدأ بسكويت الحظ من تأليف برناديت جيوا هو كتاب يعزز الفكرة القائلة إن المنتجات لا تصبح قوية أو مميزة إلا عندما يُضاف إليها المعنى، حيث يشير الكتاب إلى أن المنتج + المعنى = علامة تجارية.

 

لفهم هذا المبدأ بشكل أفضل، دعونا نناقش المعادلتين اللتين يعرضهما الكتاب:

 

 المعادلة الأولى: المنتج – المعنى = سلعة

في هذه المعادلة، يشير "المنتج" إلى أي شيء مادي أو خدمة تقدمها، بينما "المعنى" يعني القيم، القصة، أو الرسالة التي يتم إضافتها إلى المنتج. عندما يكون المنتج مجرد سلعة، فإنه يكون منتجًا بدون هوية أو قيمة إضافية.

 

مثال:

- منتج: هاتف محمول.

- المعنى المفقود: إذا كان الهاتف يقدم فقط وظائف أساسية مثل إجراء المكالمات أو إرسال الرسائل دون إضافة عنصر أو قيمة عاطفية مميزة، يصبح مجرد سلعة تُباع مثل أي هاتف آخر في السوق.

 

نتيجة: يصبح الهاتف سلعة، أي شيء يمكن استبداله بسهولة بأي منتج مشابه، وبالتالي لا يميز نفسه عن المنافسين.

 

 المعادلة الثانية: المنتج + المعنى = علامة تجارية

هنا، يشير الكتاب إلى أنه إذا أضفت "المعنى" إلى المنتج، فإنه يتحول إلى علامة تجارية. هذا يعني أن المنتج ليس مجرد شيء يتم بيعه، بل يحمل معه قصة أو رسالة تجعل المستهلك يشعر بشيء خاص عند شرائه واستخدامه. المعنى قد يكون شعورًا بالعاطفة، القيم التي يمثلها المنتج، أو وعد بتجربة فريدة.

 

مثال:

- منتج: هاتف محمول من شركة "أبل".

- المعنى المضاف: شركة أبل تبيع أكثر من مجرد هواتف، بل تبيع تجربة حياة عصرية، تصميم مبتكر، وبراعة تكنولوجية. كل هذه الرسائل تخلق ارتباطًا عاطفيًا مع المستهلكين.

 

نتيجة: الهاتف هنا يتحول إلى "علامة تجارية" لارتباطه بمعاني أكبر من مجرد استخدامه كأداة، مثل الهوية الاجتماعية والتفرد والابتكار.

 

 كيف يساهم المعنى في بناء العلامة التجارية؟

1. القيم المشتركة: العلامات التجارية الناجحة تعرف كيف تعكس القيم التي يهتم بها جمهورها المستهدف. على سبيل المثال، تروج بعض العلامات التجارية للمسؤولية البيئية أو للاحتفاء بالابتكار.

2. التجربة العاطفية: المعنى الذي يُضاف إلى المنتج يساعد على بناء علاقة عاطفية بين العلامة التجارية والعملاء. فعندما يشعر الناس بأنهم جزء من قصة أو حركة أكبر، فإنهم يكونون أكثر ولاءً للعلامة التجارية.

3. الاستمرارية والهوية: العلامة التجارية توفر للمستهلكين شعورًا بالاستمرارية والهوية. فمنتجات مثل "نايكي" و"كوكاكولا" لا تقدم فقط منتجات محددة، بل تقدم أيضًا رسائل تتعلق بالتفوق الشخصي أو الحياة النشطة.

 

الفكرة الجوهرية لمبدأ بسكويت الحظ هي أن العلامات التجارية الناجحة لا تقتصر على بيع المنتجات فقط، بل تقدم "المعنى" الذي يساعد على تميزها. عندما تضيف المعنى إلى منتجك، فإنك تمنحه هوية وقيمة لا يمكن استبدالها بسهولة، مما يجعل المستهلكين يشعرون بأنهم مرتبطون بالمنتج بشكل أعمق وأكثر شخصية.