من الـCopyWriting إلى الـStoryTelling: كيف تروي قصة عبر الكلمات


محيدب سارة

في عالم التسويق الرقمي، لم يعد الهدف هو مجرد عرض المنتج أو الخدمة بشكل تقليدي، بل تعدى ذلك إلى بناء علاقات عاطفية مع الجمهور، وإحدى أفضل الطرق لتحقيق ذلك هي من خلال رواية القصص أو الـStorytelling. إن استراتيجيات الـCopywriting تتجلى بأفضل صورها عندما تُستخدم لإبراز قصة تجعل الجمهور يشعر بأنه جزء من الحكاية؛ مما يسهم في تحقيق التأثير والتفاعل الذي يصبو إليه كل مسوّق.

 

في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية دمج عناصر القصص في كتابة المحتوى التسويقي لخلق نصوص مؤثرة وجاذبة.

 

 1. فهم أساسيات Storytelling في التسويق

   يبدأ الـStorytelling بإبراز الجوانب الإنسانية والتجارب العاطفية. وهذا يعني التطرق إلى قصص تجسد رحلة بطل (المنتج أو العميل) يتغلب على تحديات ويحقق أهدافًا. عندما تكون القصة متجذرة في الحياة اليومية، تصبح أكثر ارتباطًا بوعي الجمهور، مما يعزز الانطباع الإيجابي للعلامة التجارية.

 

   مثال: تخيل شركة تبيع معدات رياضية تسرد قصة عن شخص عادي بدأ ممارسة الرياضة باستخدام معداتها، وتفوق على تحديات صحية، ليصل في النهاية إلى تحقيق حياة صحية أفضل.

 

 2. العنصر العاطفي: حوّل المعلومة إلى تجربة حسية

   الناس يتذكرون المشاعر التي يشعرون بها أكثر مما يتذكرون تفاصيل المنتج. لذلك، عند كتابة محتوى Storytelling يجب أن يكون النص مليئًا بعناصر عاطفية وحسية تجذب القارئ.

  

   - استخدم العبارات الحسية: مثل "اشعر بالراحة"، "استمتع باللحظة".

   - أضف عناصر التعاطف: أظهر الجانب الإنساني للعلامة التجارية عن طريق عرض تجارب شخصية أو مواقف قد مر بها العملاء.

 

   مثال: شركة مستحضرات تجميل تروي قصة عن مستخدم بدأ في استخدام منتجاتها لمواجهة مشكلات بشرته، ليجد ثقة أكبر في نفسه.

 

 3. تحديد شخصية القصة وبناء حبكة مثيرة

   لخلق قصة جذابة، يجب أن تكون هناك شخصية رئيسية واضحة تعكس شيئًا ما يعاني منه الجمهور المستهدف، إضافةً إلى حبكة تتضمن تحديات أو عقبات. يساعد هذا في إضفاء الواقعية وخلق صلة بين الجمهور والقصة.

  

   - تحديد بطل القصة: يمكن أن يكون العميل، أو حتى المنتج نفسه.

   - عرض المشكلة: كن صادقًا في عرض المشكلة التي يواجهها البطل، وتجنب التفاصيل التي لا تضيف قيمة.

   - تقديم الحل: يظهر الحل بفضل المنتج أو الخدمة، ما يجعل الجمهور يتطلع لاستخدامه بنفسه.

 

   مثال: منصة تعلم عبر الإنترنت تروي قصة طالب ناضل ليجد وقتًا للتعلم بجانب عمله، وبفضل المرونة التي توفرها المنصة، تمكن من تحقيق توازن بين عمله ودراسته.

 

 4. استخدام اللغة البسيطة والملهمة

   القصة المؤثرة هي التي يمكن للجميع فهمها بسهولة والشعور بقربها. استخدم لغة بسيطة وابتعد عن المصطلحات المعقدة. يُفضّل استخدام أسلوب حديث، حتى يتفاعل القارئ بشكل أكثر طبيعية ويشعر أنه يخاطب شخصية حقيقية.

  

   - تجنب اللغة الرسمية: استبدلها بلغة تخاطب القارئ كما لو أنك تتحدث معه مباشرة.

   - اختر الكلمات الملهمة: كلمات مثل "الحرية"، "الإنجاز"، "التحدي" لها تأثير قوي على العواطف.

 

   مثال: في قصة ترويجية لعلامة ملابس، يمكن وصف كيف جعلت تلك الملابس أحد العملاء يشعر "بالثقة والتميز في كل خطوة".

 

 5. خلق صلة بالجمهور عبر المشاعر المشتركة

   للـStorytelling دور رئيسي في كسر الحواجز بين العلامة التجارية والجمهور. اعتمد على المشاعر والقيم المشتركة لإظهار مدى التفاهم والتعاطف. مثلًا، عند التحدث عن قضايا اجتماعية أو تحسين جودة الحياة، يمكن أن يصبح الجمهور أكثر ولاءً للعلامة التجارية.

 

   مثال: علامة مستدامة قد تشارك قصة نجاح شخص بدأ يهتم بالبيئة وبدأ بشراء منتجات صديقة للبيئة. هذه القصة ليست فقط لعرض المنتج، بل لنشر رسالة عن أهمية الاستدامة.

 

 6. العنصر الزمني: سرد القصة كتجربة تطورية

   يتمثل جزء من قوة القصة في إظهار تطور الشخصية أو التحول الذي يحدث بسبب المنتج. استخدم أبعاد الزمن كعنصر للتشويق، وبيّن كيف كانت البداية، وما هي التحديات، وكيف تم التغلب عليها والوصول إلى النهاية السعيدة.

 

   مثال: شركة غذائية قد تروي قصة أحد عملائها الذي كان يواجه صعوبة في الطهي الصحي، وكيف تطور مع منتجاتها ليتحول إلى شخص يعشق الطبخ الصحي.

 

 7. النهاية الملهمة: اجعل الجمهور يتخيل نجاحه الخاص

   الخاتمة هي الفرصة لجعل الجمهور يشعر بأنهم يمكن أن يكونوا جزءًا من نفس الرحلة. استخدم نهاية مفتوحة تجعل القارئ يتخيل نفسه في نفس الموقف أو يستخدم المنتج لتحقيق حلمه.

 

   مثال: شركة تقدم برامج لياقة بدنية قد تنهي القصة بتشجيع القراء على بدء رحلة اللياقة الخاصة بهم ليصبحوا "أقوى نسخة من أنفسهم".

 

 8. تضمين الشهادات والتجارب الواقعية

   تعد شهادات العملاء والتجارب الواقعية جزءًا من الـStorytelling في الـCopywriting. عندما يُظهر العملاء تجاربهم الشخصية مع المنتج، يعزز هذا الثقة ويعطي القصة مزيدًا من الواقعية.

 

   - اطلب شهادات واقعية: تشارك فيها تجارب العملاء بلغة طبيعية.

   - استخدم الصور: الصور الفعلية للعملاء تجعل القصة أكثر قوة.

 

   مثال: عرض شهادة لأحد العملاء الذي استخدم منتجًا صحيًا وأرفق صورة له قبل وبعد استخدام المنتج، مع شرح عن أثره.

 

في النهاية، الـStorytelling هو أكثر من مجرد أداة تسويقية؛ إنه وسيلة للتواصل الحقيقي مع الجمهور، والتفاعل العاطفي الذي ينتج عنه. يساعد الـStorytelling على جعل العلامة التجارية تبدو أكثر إنسانية وأقرب للجمهور. سواء كنت تكتب نصًا لمنتج، أو حملة تسويقية، تذكر أن قصة مليئة بالعواطف والتجارب الواقعية هي التي تحدث الأثر الأكبر.